الشيخ/ابومحمد الادارة
عدد المساهمات : 164 نقاط : 659 تاريخ التسجيل : 08/12/2009 الموقع : الخير
| موضوع: مواضيع اسلامية الجمعة ديسمبر 11, 2009 3:50 am | |
| °•..•° أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ .. °•..•°
من الأوقات الفاضلة التي فرط فيها بعض شبابنا، يوم فاضل في دين الإسلام اختصه الله بخصائص لم يجعله في غيره من الأيام هو يوم الجمعة .
الذي هدى الله تعالى أمة محمد صلى الله عليه وسلم إليه وادخره لها ، وأضل الأمم الماضية عنه اليهود والنصارى , فهو عيد المسلمين الأسبوعي كما في الصحيح من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم خيرٍ من يوم الجمعة ، هدانا الله له وضل الناس عنه ، فالناس لنا فيه تبع هو لنا ولليهود يوم السبت وللنصارى يوم الأحد " [ رواه أحمد وصححه ابن خزيمة ] .
وعن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أَضَلَّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلائِقِ " [ رواه مسلم ] . " وما من ملك مقرب، ولا سماء، ولا أرض، ولا رياح، ولاجبال، ولا بحر، إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة " [ رواه أحمد وحسنه الألباني ] .
وقد ذكر كعب الأحبار أنه : " ما طلعت الشمس من يوم الجمعة إلا فزع لمطلعها البر والبحروالحجارة، وما خلق الله من شيء إلا الثقلين " [ رواه عبد الرزاق في مصنفه ] .
ومع ذلك نرى التفريط والإضاعة في ساعاته، لذا لزاماً علينا أن ندرك بعض حقائق هذا اليوم حتى نعرف قدره، ونقدر أمره ...
أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
وقد جاءت النصوص الشرعية في بيان عظم هذا اليوم .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة , فيه خلق آدم , وفيه أدخل الجنة , وفيه أخرج منها " [ رواه مسلم ] .
وعن أوس بن أوس : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام، وَفِيهِ قُبِضَ ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ -أَيْ يَقُولُونَ قَدْ بَلِيتَ- قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلام " [ رواه أبو داود (1047) وصححه ابن القيم في تعليقه على سنن أبي داود (4/273) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود (925) ] .
وعَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ ، وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ ، وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ ، فِيهِ خَمْسُ خِلالٍ : خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ ، وَأَهْبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الأَرْضِ ، وَفِيهِ تَوَفَّى اللَّهُ آدَمَ ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ ، مَا لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلا سَمَاءٍ وَلا أَرْضٍ وَلا رِيَاحٍ وَلا جِبَالٍ وَلا بَحْرٍ إِلا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ " [ رواه ابن ماجه (1084) , وحسَّنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع رقم (2279) ] .
قال السندي : ( يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْم الْجُمُعَة ) مِنْ قِيَام السَّاعَة ، وَفِيهِ أَنَّ سَائِر الْمَخْلُوقَات تَعْلَم الأَيَّام بِعَيْنِهَا ، وَأَنَّهَا تَعْلَم أَنَّ الْقِيَامَة تَقُوم يَوْم الْجُمُعَة .
°•..•° صلاة الجمعة °•..•°
يا أيُّها الذين آمنوا إِذا نودي للصَّلاة من يوم الجمعة فاسْعوا إِلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خيرٌ لَّكم إن كنتم تعلمون(9) فإِذا قُضيت الصَّلاةُ فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضلِ الله واذكروا اللهَ كثيراً لَّعَّلكم تفلحون (10) وإِذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا إِليها انفضُّوا إِليها وتركوك قائماً قل ما عند الله خيرٌ من اللَّهو ومن التِّجارة واللهُ خيرُ الرَّازقين (11) .
أخرج أحمد والشيخان (البخاري ومسلم) والترمذي عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ أقبلت عِير قد قدمت، فخرجوا إليها حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً، فأنزل الله تعالى: وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائماً .
ثم شرع تعالى في بيان أحكام الجمعة فقال : يا أيها الذين آمنوا إِذا نودي للصلاة من يوم الجمعة .
فضائل صلاة الجمعة وعقوبة تاركها
وردت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تبين فضل صلاة الجمعة منها :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الصلاة الخمس , والجمعة إلى الجمعة , كفارة لما بينهن , ما لم تغش الكبائر " [ رواه مسلم ] .
وعن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ اغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ ، ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى وَفَضْلُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ " [ رواه مسلم (857) ] .
وإَنَّ تَكْفِير الذُّنُوب مِنْ الْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة مَشْرُوط بِوُجُودِ .. غُسْل ، وَتَنْظف ، وَتَطَيُّب ، أَوْ دَهْن ، وَلُبْس أَحْسَن الثِّيَاب ، وَالْمَشْي بِالسَّكِينَةِ ، وَتَرْك التَّخَطِّي ، وَالتَّفْرِقَة بَيْن الاثْنَيْنِ ، وَتَرْك الأَذَى ، وَالتَّنَفُّل ، وَالإِنْصَات ، وَتَرْك اللَّغْو والله أعلم .
كما أن التبكير إليها فيه أجر عظيم : عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتْ الْمَلائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ " [ روى البخاري (841) ومسلم (850) ] .
وللماشي إلى صلاة الجمعة بكل خطوة أجر صيام سنة وقيامها : عن أوس بن أوس الثقفي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا " [ رواه الترمذي (496) . وصححه الألباني في صحيح الترمذي (410) ] .
وترك الجمعة ممن تجب عليه من غير عذر كبيرة من كبائر الذنوب ..
ومن ترك ثلاث جمعٍ تهاوناً طُبع على قلبه وكان من الغافلين ، كما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ،وابن عمر رضي الله عنهما ، أنهما سمعا النبي عليه الصلاة والسلام يقول على أعواد منبره : " لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ، ثم ليكونن من الغافلين " .
وفي حديثٍ آخر : " من ترك ثلاث جمع تهاونا طبع على قلبه " .
وهذه عقوبة قلبية ، وهي أشدُّ من العقوبة الجسدية بالسجن أو الجلد ، فليتق الله كل مسلم أن يضيع فريضة من فرائض الله ، فيعرض نفسه لعقاب الله ، وليحافظ على ما أو جب الله عليه ليفوز بثواب الله ، والله يؤتي فضله من يشاء .
وعن يحي بن أسعد بن زراره قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سمع النداء يوم الجمعة فلم يأتها، ثم سمعه فلم يأتها، ثم سمعه فلم يأتها طبع الله على قلبه، وجعل قلبه قلب منافق " [ رواه البيهقي في الشعب بإسناد حسن ] .
الحكمة من قراءة سورة الكهف كل جمعة
كل القرآن خير وبركة، لأنه كلام الله المنزل على عبده محمد، وهي معجزته الخالدة، وكما قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام : " خياركم من تعلم القرآن وعلمه".
سورة الكهف .. من السورة المكية وهي إحدى خمس سورة بدأت بـ ( الحمد لله ) ( الفاتحة، الأنعام،الكهف، سبأ، فاطر) , وهذه السورة ذكرت أربع قصص قرآنية هي أهل الكهف، صاحب الجنتين، موسى والخضر وذو القرنين.
ولهذه السورة فضل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء الله له من النور ما بين قدميه وعنان السماء" , " من أدرك منكم الدجال فقرأعليه فواتح سورة الكهف كانت له عصمة من الدجّال " .
والأحاديث في فضلها كثيرة وقصص سورة الكهف الأربعة يربطها محور واحد وهو أنها تجمع الفتن الأربعة في الحياة: فتنة الدين ( قصة أهل الكهف ) وفتنة المال ( صاحب الجنتين ) وفتنة العلم ( موسى والخضر ) ووفتنة السلطة ( ذو القرنين ) .
وهذه الفتن شديدة على الناس والمحرك الرئيسي لها هو الشيطان الذي يزيّن هذه الفتن ولذا جاءت الآية : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا .
ولهذا قال الرسول أنه من قرأها عصمه الله تعالى من فتنة المسيح الدجّال لأنه سيأتي بهذه الفتن الأربعة ليفتن الناس بها , وقد جاء في الحديث الشريف: " ما بين خلق آدم وقيام الساعة ما من فتنة أعظم من الدجال" , وكان الرسول يستعيذ في صلاته من أربع منها فتنة المسيح الدجال.
وقصص سورة الكهف كل تتحدث عن إحدى هذه الفتن ثم يأتي بعده تعقيب بالعصمة من الفتن .
1- فتنة الدين : قصة الفتية الذين هربوا بدينهم من الملك الظالم فآووا إلى الكهف حيث حدثت لهم معجزة إبقائهم فيه ثلاثمئة سنة وازدادوا تسعا وكانت القرية قد أصبحت كلهاعلى التوحيد , ثم تأتي آيات تشير إلى كيفية العصمة من هذه الفتنة وَاصْبِرْنَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَاوَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا * وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا آية 28 – 29 . فالعصمة من فتنة الدين تكون بالصحبة الصالحة وتذكرالآخرة .
2- فتنة المال : قصة صاحب الجنتين الذي آتاه الله كل شيء فكفر بأنعم الله وأنكر البعث فأهلك الله تعالى الجنتين. ثم تأتي العصمة منهذه الفتنة وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءفَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا * الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا آية 45 و46. والعصمة من فتنة المال تكون في فهم حقيقة الدنيا وتذكر الآخرة.
3 -فتنة العلم : قصة موسى مع الخضر وكان موسى ظنّ أنه أعلم أهل الأرض فأوحى له الله تعالى بأن هناك من هو أعلم منه فذهب للقائه والتعلم منه فلم يصبر على ما فعله الخضرلأنه لم يفهم الحكمة في أفعاله وإنما أخذ بظاهرها فقط. وتأتي آية العصمة من هذه الفتنة قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا آية 69. والعصمة من فتنة العلم هي التواضع وعدم الغرور بالعلم.
4- فتنة السلطة: قصة ذو القرنين الذي كان ملكاً عادلاً يمتلك العلم وينتقل من مشرق الأرض إلى مغربها عين الناس ويدعو إلى الله وينشر الخير حتى وصل لقوم خائفين من هجوم يأجوج ومأجوج فأعانهم على بناء سد لمنعهم عنهم وما زال السدّ قائماً إلى يومنا هذا. وتأتي آية العصمة قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا آية 103 و104. فالعصمة من فتنة السلطة هي الإخلاص لله في الإعمال وتذكر الآخرة.
5- ختام السورة : العصمة من الفتن: آخرآية من سورة الكهف تركّز على العصمة الكاملة من الفتن بتذكر اليوم الآخرة قُلْإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا آية 110 .
فعلينا أن نعمل عملاً صالحاً صحيحاً ومخلصاً لله حتى يَقبل، والنجاة من الفتن إنتظار لقاء الله تعالى.
أخي المسلم متى تحصل لك طمأنينة وسكينة إذا كنت تأتي إلى الجمعة مسرعاً لاهثاً ؟
لماذا يكون يوم الجمعة – عند بعضنا – كيوم السبت وكغيره من الأيام ؟ ألم تعلم أنه قد خُصّ بخصائص ليست لغيره من الأيام ؟ هل تتذكر منها شيئاً ؟ أيُّ زهدٍ هذا الذي نراه يتكرر كل جمعة ؟
ينبغي أن نري الله تعالى من أنفسنا خيراً في هذا اليوم العظيم من الاغتسال والتطيّب والتبكير والتنقل وقراءة القرآن والإنصات للخطيب وكثرة الصلاة والسلام على النبي – صلى الله عليه وسلم – وسؤال الله تعالى والانطراح والتذلل بين يديه ...
ميّز هذا اليوم عن غيره فهو يوم عيد .. استعد له جيداً كي تظفر بفضله وحثّ من ترى للمنافسة فيفضله , ودع عنك الكسل والدعة وفضول النوم فيوم ٌ هذه بعض مزاياه حرّي بنا أن نتنافس في فضله .
والغريب أن أُناس علموا بفضل صلاة الجمعة وعقوبة تاركها فحرصوا عليها هي وحدها فاصبحوا لا يصلون سواها من الصلوات .. والفريقين على خطأ وخطأ عظيم .. لأن العلماء قالوا أنه من ترك صلاة واحده كفر فما بالكم بمن ترك كل الصلوات وركز على صلاة الجمعة فقط وكذلك من صلى كل الصلوات وترك الجمعة فقط !!!
أيها المسلمون .. اتقوا الله تعالى واشكروه على ما خصكم به من نعمه العظيمة التي من أعظمها هذا اليوم الذي خص الله به هذه الأمة وهو يوم الجمعة، وقد شرع فيه أداء شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام وهي صلاة الجمعة .
يوم الجمعة يوم مبارك شاهد ومشهود فمن حضره يشهد له ومن تخلف بغير عذر يشهد عليه، والملائكة الذين على الأبواب بعد ذلك شهود وقد فضله الله على سائر الأيام كما فضل الشمس على سائر النجوم وجعله للمسلمين عيداً لأسبوعهم .
نسأل الله عز وجل أن يوفقنا دائماً وأبداً للقيام بحق يوم الجمعة حق القيام وأن يوفقنا فيه دائماً لساعة الإجابة ونحن نسأله وندعوه إنه ولي ذلك والقادر عليه ... | |
|
خجل انثى عضو
عدد المساهمات : 41 نقاط : 61 تاريخ التسجيل : 23/12/2009
| موضوع: رد: مواضيع اسلامية الخميس ديسمبر 24, 2009 12:04 pm | |
| | |
|